بقلم : صالح مفلح الطراونه

لماذا هذا المجلس وما هي الأهمية له  وماهو الغطاء الأمني لهذا  المجلس ؟ ثمة أسئله تحتاج إجابات وعلينا  أن ننقاش ذلك بتروي وعقلانية فالمشهد السياسي بالأردن فيه من التجاذبات والإختلافات ما ظهر منها على العلن بين أهم السلطات الرئيسيه بالدوله الأردنيه, وربما  إن إنشاء المجلس الأمني الوطني سيحدث خللاً ما بين السلطه التشريعيه والتنفيذية والقضائية وربما يصل بالحكومة الأردنية الى نزع كثير من الصلاحيات لها ليجعلها تعمل فقط بالجانب المحلي وحسب فهل نحن قادرين على إستيعاب كل ذلك والمضي قدماً نحوه ؟
للإجابه على التساؤلات في معرض هذا المقال نقول إن إنشاء  هذا المجلس الأمني لابد وأن يضع مرتكزات العوده الى كثير من الأزمات التي تحدث بين الفينه والأخرى سواء بالداخل او بالمحيط العربي  ومعالجتها وفق استراتيجية واضحه دون تضليل هنا وهناك ومعرفة بأن الأردن ليس إستثناء عند مقارنته بالمحيط العربي وأن لا نبتعد كثيراً بالمبالغه بحجم ديمقراطيتنا لأن ذلك يشكل خطر حقيقي ومبالغه غير محسوبه أمنياً .
 علينا أن نعرف إن مسألة الحكومات البرلمانية التي تحدثت عنها لجنة التطوير السياسي  لن تسقط علينا مثل مائده من السماء بكل مكوناتها لتكون جاهزة بالتنفيذ على أرض الواقع بل علينا أن نجتهد لكي تصبح واقعاً ملموس من خلال الطرح والفرصه الكافيه للتنفيذ على ارض الواقع وهذا ربما يحتاج عقداً من الزمن واعتقد إن هذا الأمر يحتاج شيء يضبط هذا التحول المطروح لكي يدوم ويصبح تجربه حيه بالعمل السياسي وربما تأسيس المجلس الأمني اذا ما إنيط له رجال يقرأون المرحله جيداً ويخافون على مصالح الوطن العليا  يستطيعون تأسيس المرحله وعلى رأس ذلك التشاركيه مع كافة اطياف المجتمع الأردني لقراءة المشهد بواقعيه متناهية دون تسويف للحقيقه على حساب الوطن وأولوياته أو إرضاء لجهه ما .
إن تفسير وجود مجلس امني للدولة الأردنيه ربما يشكل مناوره لبناء الديمقراطيه بشكلها المأمول لكي تتصدر المشهد  السياسي سواء على الصعيد الداخلي او الخارجي ولكن يجب ان لا تنفصل عن إستماع للرأي والرأي الآخر  اذا ما أراد هذا المجلس الوصول الى تكامل بين نبض الشارع والواقع الحقيقي لما هو مرسوم في أروقة المكاتب السياسيه لأن الشارع يبني السياسات احياناً فلا تعزلوه بإرادة " أنا وحسب " نحن نحتاج معالجة الحياة السياسيه بالأردن مرحله مرحله حتى نتمكن من إصلاح الخلل أين يكمن وما هي البدائل , إن تأزم  الأقتصاد الوطني أمام المتغيرات التي تحدث بالمنطقه  تحتاج العمل على طرح المنفذ الوحيد للخروج من هذا التأزم وهو تحقيق التنمية بالمحافظات لأنها السبيل الوحيد لسد هذا الفراغ الكبير بإتساع رقعه البطاله التي تجاوزت الحدود وزرعت تشوية واضح  بكل طبقات المجتمع المدني .
لذلك لماذا هذا المجلس وما هي الأهمية له  وماهو الغطاء الأمني لهذا  المجلس ؟ أسئله ستبقى عالقه لحين وجود إجابات رغم كل ما سبق من توضيحات في إطار الحديث عن هذا المجلس وأهميته .